محاكمة الارادة

Publié le par kaddour

عندما التقت نظراته بعيني ذلك الشخص, شعر لاول مرة بقوة تدفعه لان يحترس ويتخذ شيئا من الحيطة تجاهه, لقد راى في عينيه اسوا مصير يمكن ان يناله لو ان ظنونه في محلها.,,لم يكن يرى في ذلك الشخص وحركاته الا كل شيئ مصطنع, تواضع وخضوع,,,رجاء وانكسار,,,امنية يريد ان تتحقق على يديه مثلما الناس تريد.

وعندما هزمه شعور الخوف اكثر, لم يشا ان يتعامل مع زبائنه الذين يتقدمون ذلك الشخص الا بحركات ثقيلة, وفي كل مرة كان يتعمد ان يراه فيها, كان يريد ان يتاكد من ان ملامحه يكون قد راها قبل ذلك اليوم او حتى هي نفس ملامح الشخص الذي راه قبل قليل, فالظواهر التي نصطنعها وكانها من سماتنا,تظل دائما على اهبة الرحيل لتحل محلها اخرى تشبهها وما هي كذلك.

وبين الجيئة والريحة, بين غرفته الخاصة وقاعة الزوار, يحاول ان يتاكد من ان ذلك الشخص لا يبدوا عليه اي بوادر او عوارض التذمر من الانتظار الطويل حتى يحين دوره, وكانه ينتظر ان يشار له بالدخول و النظر في حاجته, وعندما كان يعود الى زبون من زبائنه كان قد تركه قبل قليل داخل غرفته, كان يعود اليه بنفس و خاطر منكسر و بذهن شارد, حتى بدا ذلك لكل من راه.

كان يتعمد اطالة الجلوس مع زواره حتى يؤخر نوعا ما مصيره, لقد ادرك باحاسيسه الخطر القادم مع هذا الشخص, الا انه سرعان ما يعود الى طبيعته من السكون وراحة البال حين يبدوا له الغريب في كامل سكونه ثم يعود اليه شعور الخوف من جديد.

تبادر في ذروة خوفه ذلك السؤال : ماهي المشكلة التي جاء لاجلها؟ على الاقل سوف يقرر ما اذا كان سوف يتصرف معه مثل غيره؟ ام انه يحاول التظاهر بعدم القدرة على النظر في امره ويترك مشكلته اى مواعيد اخرى؟

ولكنه لو قرر ان يختار الحل الاخير, الا يبدي ذلك الشخص اعتراضا على قراره؟ وهو الذي اطال الانتظار لاكثر من ثلاثة ساعات.

اما الرجل, فانه في اللحظات التي كان ينتظر فيها فرصته للدخول, كثيرا ما كان تفكيره منصبا على امر واحد.

هل يستطيع من خلال هذه الزيارة الوصول الى هدفه؟ ام سوف تتكرر معه الزيارات لاكثر من مرات؟ ثم هل يستطيع ان يصل الى البينة التي تدينه وتقوده الى ساحة العدالة؟

اما صاحب العيادة, فلم يكن يفكر بهذا الشكل, ولو ان سؤالا واحدا كان يتهجم عليه كما تتهجم الكلاب السعرة على احدهم.

لماذا يسبب لي هذا الرجل كل هذا الضيق والخوف؟ هل يمكن ان يكون على معرفة باحد زواري؟ واذا كان الامر كذلك, هل يكون تصرفه على هذا النحو من البرود؟

 

 

Publié dans ادبيات

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article